الرَّبِيْعُ العربيُّ
الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الواصل
تُوْنِسٌ قَدْ أَعْقَبَتْهَا القَاهِرَهْ
وَطَرَابُلْسُ لِهَذَا سَائِرَهْ
وَدِمَشْقٌ تَقْتَفِي إِثْرَهُمَا
لَمْ تَزَلْ فِي خُطَوَاتٍ ثَائِرَهْ
وَمَضَتْ صَنْعَاءُ فِي تَصْعِيْدِهَا
تَطْلُبُ التَّحْرِيْرَ تَسْعَى صَابِرَهْ
وَشُعُوبُ العُرْبِ فِي أَوطَانِهَا
دُوَلٌ أُخْرَى تُعَانِي حَائِرَهْ
فَالرَّبِيْعُ العَرَبِيُّ اسْتُمْطِرَتْ
سُحُبٌ مِنْه الأمَانِي مَاطِرَهْ
أَمْطَرَتْ إِذْ أَمْطَرَتْ حُرِّيَّةً
لَمْ تَكُنْ غَيْمَةَ صَيْفٍ عَابِرَهْ
فَبِلادُ العُرْبِ قَدْ صَحَّرَهَا
صَيْفُهَا المَاضِي فَعَاشَتْ صَاغِرَهْ
مَنْ يُطِيْقُ الظُلْمَ مِن حُكَّامِهَا
بِحُكُومَاتٍ تَمَادَتْ جَائِرَهْ ؟
ثَورَةٌ قَدْ أَجَّجَتْهَا ثَوْرَةٌ
فَمَتَى تُعْلَنُ مِنْهَا العَاشِرَهْ ؟
سَوفَ يَمْضِي العُرْبُ فِي ثَوْرَاتِهِمْ
فَعَلى مَن سَتَكُونُ الدَّائِرَهْ ؟
شُهَدَاءٌ قَدْ مَضَوا فِي مَوكِبٍ
يَسْأَلُونَ اللهَ أَجْرَ الآخِرَهْ
نَسْاَلُ اللهَ شِفَاءً للأُلَى
قَدْ أُصَابَتْهُم جُيُوشٌ غَادِرَهْ
يُلْهِمُ اللهُ ذَوِيْهِمْ صَبْرَهُمْ
وَاحْتِسَاباً للنُّفُوسِ الطَّاهِرَهْ
البُطُوْلاتُ وَمَا أَعْظَمُهَا
سَوفَ تَبْقَى صُوَراً بِالذَّاكِرَهْ
وَبِهَا التَّارِيْخُ يَسْمُو سِيْرَةً
وَيُضِيْءُ السَّنَواتِ الغَابِرَهْ
قَدْ تَوَارَى ابْنُ عَلِيٍّ هَارِباً
فَرَّ مَذْعُوْراً بِتِلْكَ الطَّائِرهْ
وَمَضَى حُسْنِي عَلَى أَعْقَابِه
يَسْأَلُ العَفْوَ بِنَفْسٍ صَاغِرَهْ
وَأَبُو الجُرْذَانِ فِي صَحْرَائِه
قَدْ تَوَارَى عَنْ لُيُوثٍ كَاسِرَهْ
إِنَّ بَشَّاراً عَلَى غَلْوَائِه
لَنْ يَرَى إِلاَّ الأَمَانِي الخَاسِرَهْ
وَعَلَيُّ اليَمَنِيُّ المُرْتَوِي
بِضَلالٍِ سَوفَ يَلْقَى زَاجِرَهْ
دُولُ الغَرْبِ الَّتِي تَنْصُرُهُمْ
أَنْكَرَتْهُمْ فَهْيَ فِيْهِمْ مَاكِرَهْ
عِبَرُ التَّارِيْخِ هَلْ يَفْهَمُهَا
غَيْرُهُم مِمَنْ خُطَاهُمْ عَاثِرَهْ ؟
فَيُرَى التَّغْيِيْرُ فِي أَوْطَانِهِمْ
فَإِذَا الإِصْلاحُ مِنْهُمْ بَادِرَهْ
فَيَسُودُ العَدْلُ فِي أَرْجَائِهَا
وَفَسَادُ المَالِ تَنْعَى دَابِرَهْ
دُوَلٌ كَافِرَةٌ يَنْصُرُهَا
رَبُّنَا بِالعَدْلِ وَهْيَ الكَافِرَهْ
وَيَحَيْقُ الظُّلْمُ فِي مُسْلِمِةٍ
سُنَّةُ اللهِ بِهَذَا ظَاهِرَهْ